قال:«ليعلم الجاهل، ويثبت العالم. ولعلّ الله يصلح في هذه المدة هذه الأمة، ادخلوا مصركم، رحمكم الله.» فدخل القوم من عند آخرهم.
[ابتداء يوم النهر]
ثم اجتمعوا بالكوفة، وتذكروا أمرهم، وكاتبوا إخوانهم بالبصرة، وتواعدوا ليوم يخرجون فيه إلى المدائن، ومنها إلى النهر. ففعلوا ذلك، واستعرضوا الناس، وقتلوا عبد الله بن خبّاب بن الأرتّ [١] ، وبلغ ذلك عليّا، فسار إليهم. ثم لما اجتمعوا كلّمهم واستعطفهم. فأبوا إلّا قتاله، وجرت بينهم مخاطبات تركت ذكرها.
ثم تنادوا أن:
- «دعوا مخاطبة علىّ وأصحابه، وبادروا إلى الجنة.» فصاحوا:
- «الرواح الرواح إلى الجنة!»
علىّ يعبّئ ويرفع راية أمان
فعبّى علىّ- عليه السلام- أصحابه، ورفع راية أمان مع أبى أيوب [٣٠] الأنصارى، فناداهم أبو أيوب فقال:
- «من جاء هذه الراية منكم، ممن لا يقتل ولا يستعرض، فهو آمن، ومن انصرف منكم إلى الكوفة، أو المدائن، وخرج من هذه الجماعة، فهو آمن. إنه لا
[١] . في مط: حباب بن الأدت (بالدال المهملة) . في الأصل: حباب بن الأرت. وفي الأصول: خبّاب بن الأرتّ (بتشديد الباء والتاء) . ذبحته عصابة من الخوارج على ضفة النهر قرب النهروان، وبقروا بطن امرأته، وهي حبلى، كما قتلوا ثلاث نسوة من طيّء، وقتلوا أمّ سنان. (أنظر الطبري ٦: ٣٣٧٤، وابن الأثير ٣: ٣٤٠) .