وكتب كتابا بالفتح إلى صمصام الدولة فأنفذ فرّاشا تولّى قتل نفسين من أولاد بختيار وأنفذ الباقون إلى قلعة الجنيد فاعتقلوا فيها.
وفيها ندب أبو العلاء عبيد الله بن الفضل للخروج إلى الأهواز وخلع عليه.
[ذكر السبب فى ذلك]
كانت بين الشريف أبى الحسن محمد بن عمر وبين [أبى] العلاء عبيد الله عداوة ومباينة وتقدّم أبو العلاء عند بهاء الدولة وقرب منه بخدمته له.
فاجتمع أبو الحسن محمد بن عمر وأبو نصر سابور الوزير واتفقا على الشروع فى إبعاده. فأرسل الوزير أبو نصر سابور الأستاذ الفاضل أبا نصر الحسين بن الحسن إلى بهاء الدولة وقال له:
- «قل للملك: أنا أعلم ما فى نفسك من أمر فارس وقد انحلّ أمر صمصام الدولة ومضى أكثر أعوانه ولك عشرون ألف ألف درهم معدّة: منها ما آخذه من أبى محمد ابن مكرم والمتصرفين بالأهواز، ومنها ما وجوهه لائحة.
والتدبير فى هذا الأمر أن يخرج أبو العلاء إلى الأهواز كأنّه عائد [٣٥٧] إليها للمقام بها ويجرّد معه قطعة من العسكر ثم تتبعه بعد مدة بطائفة أخرى. فإذا تكاملت العساكر هناك أظهرنا حينئذ ما نظهره.» وسار أبو العلاء من الأهواز فأعجل القوم عن أهبة واستعداد. فأعاد الأستاذ الفاضل أبو نصر على بهاء الدولة ما ذكره سابور، فتشوّفت نفسه إليه وتعلّق طمعه به، وأمر فى الجواب بما يجب ترتيبه، وكتب بالقبض على أبى محمد ابن مكرم وأصحابه، وتقدّم إلى أبى العلاء بالمسير بعد أن أعلم بباطن التدبير واستكتمه.