فيقاتلوا عدوّهم ويأكلوا بلادهم، فليفعل.» فلما أتى عبد الملك كتابه، بعث إليه سفيان بن الأبرد فى أربعة آلاف، وبعث إليه حبيب بن عبد الرحمان بن مذحج فى ألفين، فسرّحهم حين أتاه كتاب الحجّاج، وكان بعث الحجّاج إلى عتّاب بن ورقاء ليأتيه، وكان على خيل الكوفة مع المهلّب وهم الجيش الذي كان بشر بن مروان بعث عليهم عبد الرحمان بن مخنف إلى قطري، وقد أخبرنا فى ما مضى بمقتل عبد الرحمان بن مخنف. فبعث الحجّاج عتّاب بن ورقاء على ذلك الجيش الذي أصيب فيهم عبد الرحمان، وكان جرى لعتّاب مع المهلّب كلام تأدّى إلى وحشة.
فلما أن جاء فى هذا الوقت كتاب الحجّاج إلى عتّاب بن ورقاء بأن يأتيه، سرّ بذلك، ودعا الحجّاج أشراف الكوفة، فيهم: زهرة بن حويّة، وقبيصة بن والق، فقال:
- «من ترون أن أبعث على هذا الجيش؟» فقالوا:
- «رأيك أيها الأمير [٣٦٧] أفضل.» - «فإنّى قد بعثت إلى عتّاب بن ورقاء، وهو قادم [١] عليكم الليلة، فيكون هو الذي يسير فى الناس.» قال زهرة بن حويّة:
- «أصلح الله الأمير، رميتهم بحجرهم، لا والله، ما يرجع إليك حتّى يظفر أو يقتل.»