ووافى المعتمد وقد كان وجّه إليه، فحضر ومعه ابنه جعفر المفوّض إلى الله ولىّ العهد وعبد العزيز ومحمد وإسحاق بنوه فنزل على أبى الصقر.
ثمّ بلغ أبا الصقر أنّ أبا أحمد لم يمت. فوجّه إسماعيل بن إسحاق يتعرّف له الخبر، وجمع أبو الصقر القوّاد والجند وشحن داره وما حولها بالرجال والسلاح. فرجع إسماعيل فأعلم أبا الصقر أنّ أبا أحمد حىّ. فأوّل من مضى إليه من القوّاد محمد بن أبى الساج. [٥٥٨] ثمّ جعل الناس يتسلّلون منهم من يعبر إلى باب أبى أحمد ومنهم من يرجع إلى منزله ومنهم من يخرج إلى بغداد.
فلمّا صحّ عند أبى الصقر حياة أبى أحمد انحدر هو وابناه إلى دار أبى أحمد فما ذاكره أبو أحمد. شيئا ممّا جرى ولا سأله عنه. وأقام هناك فانتهبت دار أبى الصقر وكلّ ما حوته حتّى خرج حرمه حفاة بغير أزر وانتهبت دور كتّابه وأسبابه وكسرت أبواب السجون فأخرج من كان فى المطبق وانتهب مجلسا الجسر. ثمّ خلع أبو أحمد على ابنه أبى العباس وعلى أبى الصقر وركبا جميعا والخلع عليهما من سوق الثلاثاء إلى باب الطاق ومضى أبو الصقر مع أبى العباس إلى دار صاعد. ثمّ انصرف إلى منزله فلم يجد فيه شيئا يجلس عليه حتّى أتوه من دار الشاه بحصير فجلس عليه.
وولّى أبو العباس غلامه بدرا الشرطة على الجانب الشرقىّ وعيسى النوشرى الجانب الغربىّ.
وفاة أبى أحمد الموفّق
وفيها توفّى أبو أحمد الموفّق ودفن فى الرصافة وجلس أبو العباس للتعزية وبايع الغلمان والقوّاد لأبى العباس بولاية العهد بعد المفوّض ولقّب