للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «والله لئن قاتلت القوم لأعتمدنّ على ظبة سيفي حتّى يخرج من صلبي.» فلما رأى عبيد الله ذلك، همّ بالهرب، فاحتال بالليل حتّى فرّ مستخفيا إلى مسعود بن عمرو، وكان سيّد الأزد، حتّى حصل فى داره.

[ذكر حيلته فى ذلك]

وجّه عبيد الله إلى الحارث بن قيس الأزدى، وذكّره بيد له عنده، وسأله أن يحمله إلى منزله، ويكتم أمره، حتّى يجتمع الناس.

فقال له الحارث:

- «إنّ مسعود [١] بن عمرو سيّد الأزد، وإن طلبك عندي لم أقدر على الامتناع منه، ولكن سأحتال لك من قبل امرأته، فإنّها بنت عمّه.» فقال له ابن زياد:

- «فخذ معك مالا تطمعها فيه.» قال:

- «هات.» فحمل معه مائة ألف درهم، فخرج بها الحارث حتّى أتى بها امرأة مسعود، ومعه عبيد الله، وعبد الله ابنا زياد، فاستأذن عليها، فأذنت له، ودخل. [١٣٠] ثمّ قال لها الحارث:

- «قد أتيتك بأمر تسودين به نساءك، وتظهرين به فضل قومك، وتتعجّلين الغنى فى دنياك، هذه مائة ألف دينار، خذيها وضمّى عبيد الله.» فقالت:

- «أخاف ألّا يرضى مسعود.» فقال الحارث:

- «ألبسيه ثوبا من ثيابه، وأدخليه بيتك، وخلّى بيننا وبين مسعود.»


[١] . فى مط: ابن مسعود بن عمرو، بدل: إنّ مسعود بن عمرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>