فاتصل ذلك به وأنّه نقض الشرط فبادر برسله إلى أبى أحمد النقيب [العلوي] يرسم له أن يتوقف بالبصرة مع الغلام إلى أن يرحل بختيار عن واسط ويتمسك بالشرائط التي شرطت عليه فوردت كتب العلوي بذلك فاضطرب واجتهد وكاتب وراسل فلمّا لم ينفعه شيء من ذلك أمر بتقديم سواده وعمل على الإصعاد ليلا وأعلم عبد الرزاق وأبا النجم أنّه قد رأى أن تكون الحرب ببغداد لأنّ أبا تغلب ابن حمدان صائر إليه لمعاونته وسألهما الإصعاد معه ففعلا ذلك على استضعاف الرأى فيه وقد كانا اطّلعا على حديث هذا الغلام فكتبا إلى أبيهما حسنويه يصدقانه عن الصورة فلما حصل عبد الرزاق بجرجرايا رحل منصرفا وتوقف أبو النجم بدر على سبيل التذمّم والحياء. وتلوّم بختيار فى طريقه حتى لحقه أبو أحمد العلوي وبهرام بن أردشير [٤٧٦] ومعهما بايتكين فسلماه إليه فتمم المسير إلى بغداد.
وقد كان ابن بقية والمعروف بابن الراعي أظهرا التبلّح فى المطالبة بعد مكاره عظيمة لحقتهما والتمس ابن بقية كتب الأمانات لأهله الهاربين فكتبت وحضروا.
ابن بقيّة يطمع فى الوزارة
وتجدد لابن بقية طمع فى أن يخطب الوزارة ويبذل لبختيار ثلاثمائة ألف دينار يصححها من جهات كتّابه وأسبابه وذويه ومن البقايا فى النواحي وأن يردّ إلى مرتبته ليقوم بأمر الحرب ويدبر العسكر فبلغ ذلك أصحاب بختيار والقواد الذين أشاروا بالقبض عليه فاضطربوا واجتمعوا إلى بختيار وأعلموه أنّه إنّما يحتال لما يبذله للخلاص وأن يتمكن من الانسلال ثم يثير الفتن التي لا تتلافى.