للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد خطوب جرت فيه. وأمّا الجرجرائى فإنّه أخذ خطّه بمال ثقيل فصحّ له بالبصرة شيء يسير واشترط لنفسه أن يحمل إلى بغداد ليصحّ المال إذ كان وطنه بها وفيها نعمته وإنّما كان غرضه [١] [٤٠٩] بالقهرمانة التي كانت تعزّه.

فسابقه محمد بن بقيّة إليها فاشتراه بخمسين ألف درهم منها فأسلمته وخلّت بينه وبينه. وكتب بحمله وتقدّم إلى عامله بواسط وهو محمد بن أحمد المكنى أبا غالب الصريفيني، بأن يتسلّمه حتى يصل إليه ويتولّى من أمره ما الله مسائله عنه. فتسلّمه أبو غالب ومكث فى يده أياما وأظهر أنّه اعتلّ ومات وحساب الجماعة على الله الحكم العدل.

وفى هذه السنة بدأت فتنة الأتراك بالأهواز ثمّ عمّت جميع العراق ذكر السبب فى هذه الفتنة كيف نشأت

قد كانت الإضاقة فى المال والتسحّب من الرجال زاد على بختيار حتى نبت به الديار وتعذّر عليه الاستقرار. فكان وزراؤه وكتّابه يحتالون له فلا يجدون طريقا لمصلحة ولا يتّجه لهم وجه الصواب. وكلما أمّلوا أملا خابوا، أو قصدوا عدوّا نكبوا ونكصوا. لأنّ الأبنية كانت توضع على أصول غير مستقرّة وقواعد غير قويّة فلا يبعد أن يتقوّض فيعتاص عليهم المذاهب.

فاعتقد بختيار ومحمد بن بقية عند منصرفهم من الموصل بالخيبة أن يخرجا الى الأهواز فيستقصيا على بختكين آزاذرويه ويصرفاه عن البلد ويعملا له أعمالا ويطالباه بمال ويمرّا عليه النكبة ثم يفرّقا الأتراك عن سبكتكين ويخفّفا عدد من يبقى منهم ببغداد [٤١٠] ويحتالا عليه من البعد ليستريحا منه ويحصّلا أمواله واقطاعه ونعمته ويتّسعا بذلك.


[١] . كذا فى مط. قال فى حواشي مد: لعله سقط مثل «الاجتماع» .

<<  <  ج: ص:  >  >>