للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقى علىّ بن يلبق المقتدر وهو فى الطريق لم يصل إلى المعركة فى صحراء منبسطة، فلمّا وقعت عينه عليه ترجّل وعليه سلاحه وقال:

- «مولاي أمير المؤمنين.»

بربرىّ من أصحاب مونس يقتل المقتدر

وقبّل الأرض ثمّ قبّل ركبته، ووافى البربر من أصحاب مونس فأحاطوا بالمقتدر وضربه رجل منهم من خلفه ضربة سقط منها إلى الأرض وقال:

- «ويحكم أنا الخليفة.» فقال البربري:

- «إيّاك أطلب.» وأضجعه فذبحه بالسيف. وكان معه رجل من خلفاء الحجّاب طرح نفسه عليه فذبح أيضا ووقع رأس المقتدر على سيف ثمّ على خشبة وسلب ثيابه حتّى سراويله وترك مكشوف العورة إلى أن مرّ به رجل من الأكرة فستر عورته بحشيش ثمّ حفر له فى الموضع ودفن حتى عفا أثره. [٣٨٠] ونزل يلبق وعلىّ ابنه فى المضارب وأنفذ للوقت إلى دار السلطان من يحفظها وانحدر مونس من الراشديّة إلى الشمّاسيّة فبات [١] بها ومضى عبد الواحد بن المقتدر ومفلح وهارون بن غريب ومحمّد بن ياقوت وابنا رائق على الظهر إلى المدائن.

فكان ما فعله مونس من ضربه وجه المقتدر بالسيف وقتله إيّاه ودخوله بغداد على تلك السبيل سببا لجرأة الأعداء وطمعهم فيما لم تكن أنفسهم تحدّثهم [٢] به من الغلبة على الحضرة، وانخرقت الهيبة وضعف أمر الخلافة مذ


[١] . فى مط: مات، بدل «مات» .
[٢] . فى مط: تحديهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>