ودخلوا الدار وخرجوا بنهب الموجود. ثم غلقت الأبواب وصار جند السلطان محبوسين أيّاما إلى أن انحدروا بأسوأ حال فى الزواريق إلى بغداد وأفرج عن أبى نصر وأحسن إليه وعاد إلى الحضرة.
وتشاغل ابنا حمدان بالنظر فى أمورهما وانثال عليهما من بنى عقيل العدد ولم يكن لهما من الجند إلّا العامة والثلاثون ألف من الحمدانية.
[ثم دخلت سنة ثمانين وثلاثمائة]
فيها كانت الوقعة بين باد وبين أبى طاهر [١] وأبى عبد الله ابني ناصر الدولة بن حمدان وبين بنى عقيل بظاهر الموصل.
[ذكر ما جرى عليه الحال فى هذه الوقعة من قتل باد وهزيمة أصحابه]
لمّا حصل أبو طاهر وأبو عبد الله ابنا ناصر الدولة بظاهر الموصل استضعفهما باد وطمع فى قصدهما وأخذ البلد منهما. وعلم أن لا جند لهما سوى العامّة فكاتب أهل الموصل واستمالهم. فأجابه بعضهم وسار فى ستة آلاف رجل من أصناف الأكراد ونزل فى الجانب الشرقي.
فخافه [١٦١] ابنا حمدان وعلما أن لا طاقة لهما به فلجأ إلى بنى عقيل وراسلا أبا الدواد محمد بن المسيب وسألاه النصرة وبذلا له النزول على حكمه فالتمس منهما الجزيرة ونصيبين وبلد وعدّة مواضع فأجاباه إلى ملتمسه.
فلمّا استقرت بينهم هذه القاعدة سار إليه أبو عبد الله ابن حمدان ووافى به