للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمّا بعد، فقد وصل إلىّ كتاب أمير المؤمنين وإنّما [١] أنا عامل من عمّال أمير المؤمنين وعون من أعوانه أمرنى الرشيد صلوات الله عليه [٢] بلزوم هذا الثغر ومكايدة من كاد أهله من عدوّ أمير المؤمنين، ولعمري أنّ مقامي به أردّ على أمير المؤمنين وأعظم غناء عن المسلمين من الشخوص إلى أمير المؤمنين وإن كنت مغتبطا بقربه مسرورا بمشاهدة نعم الله عليه. فإن رأى أمير المؤمنين أن يقرّنى على [٦١] عملي ويعفيني من الشخوص إليه فعل، إن شاء الله.» ثمّ دعا العبّاس بن موسى بن عيسى وعيسى بن جعفر وصالحا فدفع الكتاب إليهم وأحسن صلتهم وجوائزهم وحمل إلى محمد ما تهيّأ له من الألطاف الموجودة بخراسان وسألهم أن يحسّنوا أمره عنده ويقوموا بعذره.

كلام زبيدة لعلىّ بن عيسى فى المأمون

فلمّا يئس محمد الأمين من انقياد عبد الله له، ندب له علىّ بن عيسى فى خمسين ألف فارس وراجل، ومكّنه من بيوت الأموال والسلاح. فلمّا أراد علىّ الشخوص إلى خراسان، ركب إلى باب زبيدة أمّ جعفر، فودّعها، فقالت:

- «يا علىّ، إنّ أمير المؤمنين، وإن كان ولدي، إليه تناهت شفقتي وعليه تكامل حذري فإنّى على عبد الله متعطفة مشفقة لما يحدث عليه من مكروه


[١] . وإنّما ... بلزوم: العبارة ساقطة من مط.
[٢] . كذا فى الأصل وآ: صلوات الله عليه. والتصلية ساقطة من نسخة مط ضمن العبارة الساقطة منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>