- «إنّى قد ابتهلت إلى الله فى الدعاء على أهل البصرة [٤٨٣] وتعجيل خرابها فخوطبت وقيل لى: إنّما البصرة خبزة لك تأكلها من جوانبها، فإذا انكسر نصف الرغيف خربت البصرة. فأوّلت انكسار الرغيف انكساف القمر فى نصفه.» فكان هذا حديث عسكره كلّ يوم. فكثر على الأسماع.
وندب قوما للخروج إلى الأعراب، ففرضوا قوما بينهم. وأتاه خلق عظيم فوجّههم الخبيث إلى ناحية منها وأمرهم بتطرّق البصرة والإيقاع بهم من تلك الجهة. فلمّا ابتدأ القمر بالكسوف انهض علىّ بن ابان فى عسكر ضخم وطائفة من العرب إلى البصرة ممّا يلي بنى سعد وكتب إلى محمد بن يحيى البحراني فى إتيانها ممّا يلي نهر عدىّ وضمّ إليه سائر العرب فواقع بغرا علىّ بن أبان يومين ومال الناس نحوه فدخل علىّ بن أبان من ناحيته ودخل يحيى من ناحيته وتفرّق الجند وانحاز بغرا بمن معه، فلم يكن فى وجهه أحد. ولقيه إبراهيم بن يحيى المهلّبى فاستأمنه لأهل البصرة فآمنهم ونادى منادى إبراهيم بن يحيى:
- «من أراد الأمان فليحضر دار إبراهيم.» فحضر أهل البصرة حتّى ملؤوا الرحاب. فلمّا رأى اجتماعهم أمر بأخذ أفواه السكك والطرق لئلّا يتفرّقوا، ثمّ غدر بهم ووضع فيهم السيوف [٤٨٤] فقتلوا بأجمعهم ولم يفلت إلّا الشاذّ. فيقال إنّ أصوات الناس الذين قتلوا