للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكشف عن رمّة صمصام الدولة وجددت أكفانها وحملت [١] إلى التربة بشيراز فدفنت بها وأحسن إلى فاطمة الدودمانية خاصة وبرّها ووصلها.

وذلك ثمرة فعلها الجميل. فإنّ المعروف شجرة مباركة أصلها زكىّ وعودها رطيب وورقها نضير، وما خاب من غرسها وسقاها ولا ندم من حفظها ورعاها.

فاجتمع ديلم فارس جميعهم بشيراز وجرى الخوض فى أمر الإقطاعات وارتجاع ما يرتجع منها وإقرار ما يقرر، وترددت فى ذلك مناظرات.

[ذكر تقرير للإقطاعات [٢] وتوفير فى المصارفات]

تقرر أن تجعل أصول التقريرات مصارفة ثلاثمائة درهم بدينار وأن ينظر [٤٦٣] ما لكل رجل من الإيجاب الأصلي فيعطى به من الاقطاع الذي فى يده ما يكون ارتفاعه بقدره على هذا الصرف ويرتجع الباقي وان يبطل كل ما كان وقع به فى آخر أيّام صمصام الدولة.

وجرى الأمر على ذلك فى معاملة الأواسط [٣] والأصاغر. فأمّا أكابر الديلم فإنّ أبا على ابن إسماعيل أعطاهم حتى ملأ عيونهم. وعرفوا مذهبه فى العجب والكبر فوضعوا له خدودهم وخدموه خدمة لا يستحقها الملوك فضلا عن الوزراء. فكانوا يقبّلون الأرض إذا بصروا به وإلى أن يصلوا إليه عدّة مرّات ويمشون بين يديه إذا ركب كما تمشى أصاغر الديلم.

وزاد الأمر به فيما أعطاهم من الأموال وأعطوه من الطاعة والانقياد وكل زيادة تجاوزت حدّ الاستحقاق فهي نقصان، وكل عطية سلبت نفع الارتفاق


[١] . والمثبت فى مد: وجملت.
[٢] . والمثبت فى مد: الإقطاعات.
[٣] . فى مد: معاملته. وفى الأصل: إلّا بواسط (مد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>