خراسان وما غلب عليه بعد ذلك.» فأتاهم فلم يقبلوا قوله ولا كتابه حتّى خرجوا من قابل فالتقوا بمكّة عند إبراهيم، فأعلمه أبو مسلم أنّهم لم ينفذوا كتابه ولا أمره. فقال إبراهيم:
- «إنّى عرضت هذا الأمر على غير واحد فأبوه علىّ فأجمعت رأيى على هذا.» وأشار عليه، وأمرهم بالسمع [٢٥٨] والطاعة له. وكان إبراهيم عرض ذلك على سليمان بن كثير فقال:
- «لا إلى أمر اثنين أبدا.» ثمّ عرضه على إبراهيم بن سلمة فأبى. ثمّ قال إبراهيم لأبى مسلم:
- «يا عبد الرحمن، إنّك رجل منّا أهل البيت، فاحفظ وصيّتى: انظر هذا الحىّ من اليمن، فأكرمهم وحلّ بين أظهرهم فإنّ الله عزّ وجلّ لا يتمّم هذا الأمر إلّا بهم. وانظر هذا الحىّ من ربيعة، فاتهمهم فى أمرهم. وانظر هذا الحىّ من ربيعة، فاتهمهم فى أمرهم. وانظر هذا الحىّ من مضر، فإنّهم العدوّ القريب الدار، واقتل من شككت فى أمره ومن كان فى أمره شبهة ومن وقع فى نفسك منه شيء. وإن استطعت ألّا تدع بخراسان لسانا عربيّا فافعل. وأيّما غلام بلغ خمسة أشبار تتّهمه فاقتله.
ولا تخالف هذا الشيخ يعنى سليمان بن كثير ولا تعصه، وإذا أشكل عليك أمر فاكتف به منّى.»
[أبو حمزة الخارجي يدعو الناس إلى خلاف مروان بن محمد]
وفى هذه السنة لقى أبو حمزة الخارجي عبد الله بن يحيى طالب الحقّ فدعاه إلى مذهبه. وكان أبو حمزة واسمه المختار بن عوف الأزدى من أهل البصرة يوافى الموسم كلّ سنة يدعو الناس إلى خلاف مروان بن محمّد وآل