للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمّا وضع صدر الطيار للعبور فطن وقال «هوذا يعبر بى إلى دار ابن طاهر» وأراد أن يرمى بنفسه إلى الماء فتقدمت إلى غلماني بضبطه فضبطوه إلى أن أصعدت به إلى داره من دار ابن طاهر فأقام فيها مدة ثم خرج فى يوم جمعة إلى المسجد الجامع فى مدينة المنصور وأخذ فى أن يتصدق فرآه أبو عبد الله ابن أبى موسى الهاشمي فمنعه من ذلك وأعطاه خمسمائة درهم وردّه إلى داره.

وفى هذه السنة ورد الخبر بأن قوما يعرفون بالروس يكونون وراء بلدان الخزر خرجوا إلى آذربيجان وملكوا برذعة. وهم قوم لا دين لهم وإنّما طلبوا الملك وليس يعرفون الهزيمة وسلاحهم وزيّهم تشبه سلاح الديلم وفيهم قوة شديدة ولهم أبدان عظام.

ثم أوقع بهم المسلمون فلم يبق منهم كبير أحد وكان للمرزبان بن محمد بن مسافر فى ذلك أثر كبير وعناء عظيم وقد ذكرناه فى موضعه.

[ودخلت سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة]

[موت توزون]

وفى المحرم منها مات توزون فى داره ببغداد فكانت مدة إمارته سنتين وأربعة أشهر وسبعة عشر يوما ومدة كتابة ابن شيرزاد له سنتان وستة عشر يوما.

وورد الخبر على ابن شيرزاد وهو بهيت [١١٩] وكان خرج إليها لمواقفة [١] ابى المرجّى ابن فيان [٢] على مال ضمانه وكان قد أخّره وطمع فى ناحيته بموت توزون واضطرب العسكر ثم اجتمعوا على عقد الرياسة


[١] . فى الأصل ومط: لمواقفة (بتقديم القاف) وفى مط: لموافقة (بتقديم الفاء) .
[٢] . فى مط: ابى المرجان فبان، بدل «أبى المرجّى ابن فيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>