للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «فأراكم قد شككّتم فى أمركم، ورددتم عليهم علمهم، ولو لم يعلموا أنّ هذا الرجل هو الذي ينبغي له أن يقوم بأمرهم لم يبعثوه إليكم وهو لا يتّهم فى موالاتهم ونصرتهم والقيام بحقّهم.»

ردّ أبى مسلم من قومس وتولية الأمر إيّاه

فبعثوا إلى أبى مسلم [١] وردّوه من قومس بقول أبى داود، وولّوه أمرهم وسمعوا له وأطاعوا. فلم تزل تلك فى نفس أبى مسلم على سليمان بن كثير ولم يزل يعرفها لأبى داود.

وأطاعت الشيعة من النقباء وغير هم أمر أبى مسلم. فبثّ الدعاة فى أقطار خراسان ودخل الناس أفواجا. وكتب إليه إبراهيم فى إظهار دعوته وأن يوجّه إليه [٢] بقحطبة بن شبيب ويحمل إليه ما اجتمع عنده من الأموال، فكان اجتمع عنده ثلاثمائة ألف وستون ألف درهم، فاشترى بها متاع التجار من القوهىّ والمروىّ والحرير والفرند، وجعلها بعضها سبائك ذهب وفضّة وجعلها فى الأقبية المحشوّة وأشباهها. فبعث [٢٧٤] جميع ذلك مع قحطبة حين اجتمعت القوافل وأمن على ما أنفذه.

تحالف عامّة قبائل العرب فى خراسان على قتال أبى مسلم

وفى هذه السنة تحالفت عامّة من كان بخراسان من قبائل العرب على قتال أبى مسلم وذلك حين كثر أتباع أبى مسلم وقوى أمره.


[١] . فى الطبري (٩: ١٩٦٢) : فبعثوا آل أبى مسلم.
[٢] . فى مط: إليهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>