وكان الفرخان قد فارق الأهواز ومضى إلى إيذج مستوحشا وأنفذ أبو محمد ابن مكرم إليه بما وثق به من الأمان فأمنه وعاد به. فلمّا ورد الفرّخان خلع عليه أبو على ابن إسماعيل واستخلفه مدة بين يديه ثم سيّره أمامه إلى بلاد سابور والسواحل.
وأخرج شهرستان بن اللشكرى فى عدة كثيرة من العسكر مقدمة إلى أرّجان فصار إليها ودفع ابن بختيار عنها، فلحق بأخيه المقيم بشيراز.
ذكر رأى أشار به أبو علىّ ابن إسماعيل على بهاء الدولة
أشار عليه بأن يستدعى الأمير أبا منصور ولده ويرتّبه بالأهواز ويضمّ إليه أبا جعفر الحجاج وأن يسير بنفسه إلى فارس وإذا فتحها استدعى الأمير أبا منصور وأقامه فيها وانكفأ إلى الأهواز فجعلها للأمير أبى شجاع [٤٥٨] وقصد البصرة، فإذا ارتجعها جعلها للأمير أبى طاهر وعاد إلى بغداد فاستوطنها ودبّر أمر الموصل منها.
فلم يعجب بهاء الدولة هذا الرأى وكان أبو على قبل أن يفاوض بهاء الدولة فى ذلك فاوض أبا الخطّاب حمزة بن ابراهيم فيه- وأبو الخطّاب يومئذ ينوب عنه بحضرة بهاء الدولة- فقال له أبو الخطّاب:
- «أنا أعرف بأخلاق الملك وأغراضه. والصواب لك أن تدعه بالأهواز وتسير أنت والعسكر إلى فارس، فإذا فتحتها أقمت بها ورتّبت للنظر فى الأمور بحضرة بهاء الدولة من تأمنه وترتضيه. فإنّك إذا بعدت عنه حصلت من تلك البلاد فى مملكة واسعة وتصرّفت على اختيارك من غير معارضة مانعة. فإنّه متى سار معك كنت بين أن تستبدّ برأيك أو تخالفه فتوغر صدره عليك ولا تأمن ما يكون من بوادره إليك، وبين أن تصبر على معارضته لك