وتوجّه أبو نصر خواشاذه فى الماء إلى البصرة مع رسل الطائع لله وتمّم منها إلى حضرة شرف الدولة فوجده وقد تغيّر عما فارقه عليه من حاله، وانقادت له الأمور انقيادا ألواه عمّا كان مائلا إليه.
وخلا به أبو الحسن محمد بن عمر فثنّاه إلى ما أراده، فلم يكن لأبى نصر موضع قول إلّا فيما علّا بناء هذه الرأى وشيّده.
وقد كان العمّال والمتصرفون مضوا إلى شرف الدولة من كلّ بلد من أعمال العراق وتقدّم أبو علىّ التميمي من واسط وتلاه أبو عبد الله ابن الطيّب من النهروانات وأبو محمد الحسن بن محمد بن مكرم من الكوفة. وقصد الناس حضرته على طبقاتهم من كل فجّ عميق ووافاه الديلم والأتراك فوجا بعد فوج وفريقا أثر فريق. وكان نفوذ قراتكين الجهشيارى إلى واسط على مقدمته بعد وصول أبى عبد الله ابن الطيّب فضمّه إليه ناظرا فى البلد وأعماله ومقيما لنفقات قراتكين الجهشيارى ورجاله.
فمدّ ابن الطيب جناحه على الأعمال ويده إلى [١٨٦] الأموال. فلمّا حصل [أبو] محمد ابن مكرم بالأهواز كثرت الأقوال على ابن الطيب فيما أخذه من النهروانات عند مفارقته لها وبواسط عند حصوله بها، أخرج أبو محمد ابن مكرم للقبض عليه والنظر بواسط.
ذكر ما جرى الأمر عليه فى ترتيب القبض على ابن الطيب وإخفاء الحال فيه إلى أن تمّ
أنفذ أبو محمد من الأهواز وفى الظاهر أنّه رتّب فى إقامة المير لشرف الدولة وعساكره بين الأهواز وواسط وفى الباطن قرّر معه النظر بواسط والقبض على أبى عبد الله ابن الطيّب وإخوته، فأصحب كتبا باطنة وظاهرة بذلك.