للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «تبايعون؟» فإذا قالوا: «نعم.» بايعهم.

[ذكر رأى صواب رءاه يزيد فخالفه فيه أصحابه]

دعا يزيد بن المهلّب رؤساء أصحابه، فقال لهم:

- «إنّى قد رأيت أن أجمع اثنى عشر ألف رجل، فأبعثهم مع محمّد بن عبد الملك، حتّى يبيّتوا مسلمة ويحملوا معهم البراذع [١] [٥٦٨] والأكف والزبل من الخندق الذي حفروه، فيقاتلهم على خندقهم وعسكرهم بقيّة ليلته. وأمدّه بالرجال حتّى أصبح، فإذا أصبحت نهضت إليهم أنا بالناس فناجزتهم. فإنّى أرجو عند ذلك أن ينصرنا الله عليهم.» فقال السميدع (وكان كنديّا [٢] يرى رأى الخوارج، قد اعتزل مع طائفة من القرّاء أيّام قتال يزيد مع عدىّ بن أرطاة إلى أن قالت طائفة من أصحاب يزيد وطائفة من أصحاب عدىّ: قد رضينا بحكم السميدع. ثمّ دعاه يزيد إلى نفسه وشرط له العمل بالكتاب والسنّة، فأجابه، واستعمله على الأبلّة فى تلك الأيّام) :

- «إنّا قد دعوناهم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه، وقد زعموا أنّهم قابلون منّا هذا، فليس لنا أن نمكر ولا أن نغدر. ولا أن نريدهم بسوء حتّى يردّوا علينا ما زعموا أنّهم قابلوه منّا.» فقال جماعة من أهل الديانة:

- «هكذا ينبغي.»


[١] . البراذع والأكف والزبل: أمّا البراذع جمع مفرده: البرذعة (والدال لغة) : الحلس: البساط من مسح وغيره يلقى تحت الرحل. والأكف: جمع مفرده الإكاف والأكاف والوكاف: البرذعة. والزبل: جمع مفرده الزبيل، الزنبيل: القفّة. الجراب: الوعاء الذي يحمل فيه.
[٢] . كنديّا: الكلمة غير واضحة فى الأصل، والمثبت من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>