وعاش ناصر الدولة شهورا ومات فى سنة ثمان وخمسين واستعمل أبو تغلب وعمّاله كلّ قبيح مع حمدان فى ضياعه وأملاكه وطرد عنها وكلاؤه وانخرقت الحشمة بينهما فأنفذ إليه أخاه أبا البركات فى جيش كثيف فلمّا قرب منه استأمن إليه معظم أصحاب حمدان فخرج عن البلد منهزما واحتمل حرمه وعياله وغلمانه ومن تبعه وورد هيت مستأمنا إلى بختيار وكتب إليه يستأذنه فى الدخول فأجابه بالإذن والقبول وخرج فتلقّاه ومعه سبكتكين الحاجب وجماعة جيشه وأنزله فى دار حسناء وفرشها فرشا فاخرا وحمل إليه هدايا من مال وافر وثياب فاخرة وطيب وفرش وبغال ودوابّ بمراكب ذهب وفضّة وتكفّل بالتوسّط بينه وبين أخيه أبى تغلب وأنفذ إليه أبا أحمد الحسين بن موسى الموسوي [١] نقيب الطالبيّين برسالة فى الصلح فتم بينهما وحلف لكل واحد صاحبه وشخص حمدان إلى الرحبة [٣٢٦] وحمل إليه بختيار هدية مثل الأولى وزيادة مع جمال وآلات السفر فرحل وشيّعه بختيار مع جيشه ثم عاد مستأمنا دفعة ثانية على ما سنذكره.
[دخول جوهر مصر]
وفى هذه السنة ورد الخبر بدخول جوهر صاحب أبى تميم العلوي صاحب المغرب مصر فاشتمل عليها وتقطع جيش كافور وجماعة الأخشيدية وتمزّقوا.