سلطانك. والله، لئن رحل من بلادك ولم يضع يده فى يدك، ليكوننّ أولى بالقوّة والعزّ، ولتكوننّ أولى بالضعف والعجز، فلا تعطه هذه المنزلة، فإنّها من الوهن، ولكن لينزل على حكمك، فإن عاقبت، فأنت أولى بالعقوبة، وإن عفوت، كان ذلك لك. ولقد بلغني أنّ الحسين وعمر بن سعد يجلسان، فيحدّثان عامّة الليل.» فقال عبيد الله بن زياد:
- «نعم ما رأيت، الرأى رأيك.» ثمّ قال ابن زياد:
- «اخرج أنت بجواب كتاب عمر بن سعد. فليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمى، فإن فعلوا، فليبعث بهم إلىّ سلما، وإن أبوا، فقاتلوهم. فإن فعل عمر بن سعد، فاسمع منه وأطع، وإن أبى، فأنت الأمير على الناس، وثب عليه، واضرب عنقه، وابعث إلىّ برأسه.»
[جواب ابن زياد لكتاب ابن سعد]
ثمّ كتب إلى عمر بن سعد:
- «أمّا بعد، إنّى لم أبعثك إلى الحسين لتطاوله، وتكفّ عنه، ولا لتمنّيه السلامة والبقاء، ولا لتقعد له شافعا عندي. انظر: إن نزل الحسين وأصحابه على حكمى واستسلموا، فابعث بهم، وإن أبوا، فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثل بهم، [١٠٦] فإنّهم لذلك مستحقّون [١] . فإن أنت فعلت جزيناك خيرا، لأنك السامع المطيع، وإن
[١] . هنا زيادة فى الطبري (٧: ٣١٦) وابن الأثير (٤: ٥٥) مع اختلاف طفيف بينهما، ونحن نورد ما فى الطبري: «.. فإن قتل الحسين فأوط الخيل صدره وظهره، فإنّه عاقّ مشاقّ [شاقّ- ابن الأثير.] قاطع ظلوم، وليس دهري فى هذا أن يضرّ بعد الموت شيئا، ولكن علىّ قول لو قد قتلته، فعلت هذا به. إن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع، وإن أبيت فاعتزل..»