للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيسأل أهلها أن يسلّموا إليه القاتل فى ممرّه كان بهم. فرجع إليه فأخبره أنّهم زعموا أنّه لا طاقة لهم بذلك الرجل لولائه من الهاشميّين ومنعهم له، فصاح بالغلمان وأمرهم بانتهاب القرية فانتهب منها مالا عظيما عينا وورقا وجوهرا وحليّا وأوانى ذهبا وفضّة وسبى يومئذ غلمانا ونسوة، وذلك أوّل شيء سبى.

وأتى بمولى الهاشميّين القاتل فضرب عنقه [٤٥٥] وأخذ أصحابه شرابا وجدوه وبلغه ذلك فحرّم النبيذ عليهم وقال لهم:

- «أنتم تلاقون الجيوش فدعوا شرب النبيذ.» فأجابوه إلى ذلك.

وواقع من غد هذا اليوم أصحاب رميس وأصحاب عقيل على الشطّ والدنبلا [١] فى السفن يرمون بالنشّاب فحمل عليهم الزنج فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وهبّت ريح من غربىّ دجيل فحملت السفن إلى الشطّ فوثب إليها السودان فقتلوا من فيها وهرب رميس فنزل سفينة فأنهبها أصحابه وأحرقها.

[وقعته مع بعض الأتراك]

وكثر بعد ذلك عيثه وعظمت شوكته وسبى وأفسد وعظمت نكايته.

فمن عظيم ما كان له من الوقائع مع السلطان وقعة كانت مع بعض الأتراك يكنّى أبا هلال فى سوق الريّان أو ذلك أنّ هذا التركىّ وافاهم فى هذه السوق ومعه أربعة آلاف رجل أو يزيدون وفى مقدّمته قوم عليهم ثياب مشهرة وأعلام وطبول. فحمل عليهم السودان حملة صادقة وانتهى بعض السودان إلى صاحب علم القوم فضربه بخشبتين كانتا فى يده فصرعه وانهزم القوم وتلاحق السودان فقتلوا من أصحاب [٤٥٦] ابن هلال ألف وخمسمائة ونجا


[١] . فى الطبري (١٢: ١٧٦٣) : الدبيلا. فى مط: الربدلا. وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>