للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن دوابّ وكلاء الهاشميّين فدلّه على ثلاثة براذين فدفعها إلى رؤساء أصحابه. ووجدوا دارا لبعض بنى هاشم فيها سلاح فانتهبوه وصار فى أيدى الزنج سيوف وآلات وزقايات وتراس وبات ليلته.

فلمّا أصبح أتاه الخبر أنّ رميسا والحميري وعقيلا قد وافوا السيّب فوجّه يحيى بن محمد فى خمسمائة رجل فيهم سليمان وريحان وصالح النوبىّ الصغير فلقوا القوم فهزموهم وأخذوا سميريّة وسلاحا وهرب من كان هناك ورجع يحيى بن محمد فأخبره الخبر فأقام يومه ثمّ سار يزيد المذار. فلمّا صار ببامداد [١] وهو نهر جاوزه حتّى أصحر فرأى بستانا وتلّا فقصد التلّ فقعد عليه وانبثّ [٢] أصحابه فى الصحراء وجعل لنفسه طليعة فأتاه الطليعة أو أرسل إليه يخبره أنّ رميسا بشاطئ دجلة يطلب رجلا يؤدّى عنه رسالة.

فوجّه إليه علىّ بن أبان ومحمد بن سلم وسليمان بن جامع، فلمّا أتوه قال:

- «اقرأوا [٤٥٤] على صاحبكم السلام وقولوا له: أنت آمن على نفسك حيث سلكت من الأرض. أردد هؤلاء العبيد على مواليهم وآخذ لك عن كلّ رأس خمسة دنانير.» فأتوه فأعلموه ما قال لهم رميس فغضب وآلى ليرجعنّ فليبقرنّ بطن امرأة رميس وليحرقنّ داره وليخوضنّ الدماء هناك. فذهبوا إليه فأجابوه فانصرف عنه.

ثمّ تعرّض له رميس والحميري وصاحب ابن أبى عون مرارا فى كلّ ذلك يهزمهم ويقتل أصحابهم ويأسر منهم ويغنم وكان يجمع الرؤوس ويأمر بالاحتفاظ بها، حتّى إذا رجع إلى موضعه من نهر ميمون نصبها هنالك.

ثمّ إنّه صار إلى القرية التي قتل فيها رجل من أصحابه فأمر من يصير إليها


[١] . ما فى الأصل مهمل. فأعجمناه كما فى الطبري (١٢: ١٧٥٥) .
[٢] . فى مط والطبري (١٢: ١٧٥٥) : وأثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>