للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر إمارة كورنكيج]

فلمّا كان يوم الخميس لثلاث خلون منه لقى كورنكيج المتقى لله فقلّده إمارة الأمراء وعقد له لواء وخلع عليه. وكان يكتب له رجل من أهل إصبهان يعرف بأبى الفرج ابن عبد الرحمن واستدعى المتقى لله أبا الحسن علىّ بن عيسى وأخاه عبد الرحمن فدبّر الأمر عبد الرحمن من غير تسمية بوزارة.

وقبض الأمير أبو شجاع كورنكيج على تكينك يوم السبت لخمس خلون من شوّال وغرّقه ليلا.

وفى يوم الجمعة اجتمعت العامّة فى الجامع من دار السلطان وضجّوا وتظلّموا من الديلم ونزولهم فى دورهم بغير أجرة وتعدّيهم عليهم فى معاملاتهم. فلم يقع إنكار لذلك. فمنعت العامّة الإمام من الصلاة وكسرت المنبر وشغب الجند. فمنعهم الديلم من ذلك [٤٩] فقتل بين الفريقين جماعة.

واستوزر أبو إسحاق محمّد بن أحمد الإسكافى المعروف بالقراريطى للمتقى لله فكانت مدّة نظر علىّ بن عيسى وأخيه عبد الرحمن تسعة أيام.

[ذكر السبب فى وزارة القراريطى]

حكى أبو أحمد الفضل بن عبد الرحمن الشيرازي قال: كنت بحضرة كورنكيج مع كاتبه أبى الفرج وفى مجلسه علىّ بن عيسى وعبد الرحمن أخوه والقراريطى فطالب كورنكيج أبا الحسن علىّ بن عيسى بالمال وعرّفه حاجته إليه لإعطاء الرجال فبلّح [١] هو وأخوه وذكر أنّ المال قد استنظف من


[١] . بلّح: أعيا وعجز.

<<  <  ج: ص:  >  >>