للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مياسير فشره إلى أموالهم وقصدهم متهاونا بهم فى عدد يسير من غلمانه وعليه قباء طاق [١] بلا جبّة. فهرب الأكراد من بين يديه وتفرّقوا ورمى واحدا منهم فأخطأ ورمى آخر فأخطأ واستدار من خلفه غلام من الأكراد وهو لا يعرفه فطعنه بالرمح فى خاصرته فقتله وذلك بين الطيب والمذار يوم الأربعاء لتسع بقين من رجب. واضطرب عسكره جدّا ومضى ديلمه خاصة إلى البريدي وكانوا ألف وخمسمائة رجل فقبلهم وأضعف أرزاقهم فى دفعة واحدة.

وكان بنو البريدي [٣٩] عملوا على الهرب وقد ضاقت عليهم البصرة لمراسلة بجكم أهلها بما سكّن نفوسهم فكانوا مجتمعين بمطارا. فلمّا بلغ بنى البريدي قتل بجكم فرّج عنهم ونفّس خناقهم وعاد أتراك بجكم إلى واسط وسار تكينك بهم إلى بغداد ونزلوا فى النجمى وأظهروا طاعة المتقى لله وصار أحمد بن ميمون كاتب المتقى لله قديما هو المدبّر للأمور وصار أبو عبد الله الكوفي من قبله.

فكانت مدّة تقلّد أبى عبد الله الكوفي كتابة بجكم وتدبيره المملكة خمسة أشهر وثمانية عشر يوما ومدّة إمارة بجكم سنتين وثمانية أشهر وتسعة أيّام.

ووجّه المتقى بجماعة من حجّابه فوكّلهم بدار بجكم ولم يتعرّض لشيء ممّا فيها حذرا من أن يرد خبر لبجكم يبطل الخبر الأوّل.

[دفائن بجكم فى البيوت والصحارى]

فلمّا صحّ عنده قتله أحضر يكاق [٢] صاحب تكينك فأثبت المواضع التي فيها المال مدفونا. فسأل عن سبب معرفته بها فذكر أنّه كان يخرج من


[١] . وفى الأصل: قباطاق (دون الهمزة) . وفى مط: فناء طاف!
[٢] . وفى الأصل: يكاق (مكان؟) . وفى مط: يكان (بإعجام الأوّل) .

<<  <  ج: ص:  >  >>