للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر ما جرت عليه الأمور بعد قتل أرجوان [٣٣٤]]

استوزر فهد بن ابراهيم وقدم الحسين بن جوهر ولقّبه بقائد القوّاد. ثم استمرّ الفتك منه بالناس، فقتل فى المدة اليسيرة العدد الكثير.

واستحضر بعد أربعة أشهر الحسن بن عمّار من داره. فلقيه بالإحسان وأعطاه يده بالأمان وانصرف مسرورا إلى داره وركب الناس إليه يهنّئونه بالعفو عنه، ثم قتله بعد أسبوع.

ثم قتل فهد بن ابراهيم بسعاية كاتبين من كتّاب الدواوين به، وولّاهما الأعمال ثم قتلهما. ثم قتل الحسين بن جوهر ولم يكن فى شرح أحوال قتلهما ما يستفاد منه تجربة، لأنّه اختباط واختلاط.

ثم قتل عليّا ومحمدا ابني المغربي وأمر بإحضار أبى القاسم الحسين بن على صاحب الشعر والرسائل الذي وزر ببغداد وأخويه. فظفر بأخويه فقتلا واستتر الوزير أبو القاسم وما زال يعمل الحيلة حتى هرب مع بعض [أهل] [١] البادية وحصل عند الحسّان بن المفرّج بن الجرّاح واستجار به وأجاره.

وقد كان فى نفس الحاكم ما جرى على عساكر مصر بباب حلب. فعوّل على يارختكين [٢] العزيزي للخروج إلى الشام وقدمه وكثّر أمواله ونعمه وأمر وجوه القوّاد بتبجيله والترجّل فى موكبه.

وكان فى جملة من أمر بخدمته والترجّل له علىّ ومحمود ابنا المفرّج [وجاءا] إلى أبيهما وعرّفاه ما أمرا به من الترجل ليارختكين والمشي بين [٣٣٥] يديه وما لقياه من ذلك من المشقّة وانّ نفوسهما تأبى الصبر على


[١] . الكلمة زدناها.
[٢] . وعند ابن القلانسي هو «ختكين» والصواب «ياروغتكين» فى تاريخ الإسلام (مد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>