للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النظر فى حوائج القوّاد والحاشية والاحتياط فيما يطلق من الأموال فى النفقات فإنّه بذلك أبصر من حامد، وبإفراد حامد بجباية الأموال والنظر فى النواحي.

وخاف علىّ بن عيسى أن تقوى يد حامد فيسلّم إليه. واتفق بعقب ذلك أن تحرّكت العامّة ثمّ الخاصّة بسبب زيادة السعر وشغبوا [١٤٩] شغبا عظيما متصلا أشفى به الملك على الزوال وبغداد على الخراب. فادّعى كتّاب حامد وأسبابه ومن يميل إليه أنّ علىّ بن عيسى حمل العامّة وأكثر الخاصّة على الشغب لأنّ السعر لم يكن زاد زيادة توجب ما خرجوا إليه وإنّما بلغ الخبز الحوارى ثمانية أرطال بدرهم.

ذكر ما اضطرب لأجله أمر حامد بن العبّاس حتّى فسخ ضمانه

تجمّع الناس وقوم من أماثل العامّة فتظلّموا من زيادة السعر وضجّوا فى وجه علىّ بن عيسى لمّا ركب، ثمّ نهب العامّة دكاكين الجماعة من الدقّاقين ببغداد ثمّ اجتمعوا إلى باب السلطان فضجّوا.

فتقدّم المقتدر إلى ابن الحوارى بأن يكتب إلى حامد بأن يبادر إلى الحضرة [١] وينظر فى أمر الأسعار فيزيل التربّص ببيع الغلّات لتنحطّ الأسعار، فنفذ الكتاب بذلك فخرج حامد من الأهواز وأنفذ المقتدر ماهر [٢] الخادم لاستعجاله.

وخرج أصحاب الدواوين والقوّاد لتلقّيه وخرج نصر وابن الحوارى فتلقّياه وخرج علىّ بن عيسى فتلقّاه، ووصل إلى المقتدر بالله فخاطبه بجميل وعرّفه


[١] . فى مد: الحضور (تغييرا للأصل) .
[٢] . فى مط: ما هو.

<<  <  ج: ص:  >  >>