الخاصّ والعامّ الخبر به ثمّ أصلح المقتدر بينهما بحضرته.
وأسرف علىّ بن عيسى فى الإلحاح على حامد فى حمل المال واحتاج حامد إلى أن يستأذن فى الخروج إلى الأهواز فأذن له وذكر أبو القاسم الكلواذى أنّه يضعف عن مقاومة علىّ بن عيسى عند غيبته، فنصب حامد صهره أبا الحسين محمّد بن أحمد ابن بسطام للنيابة عنه فى دار السلطان عند المناظرة ولإعزار [١] الكلواذى ليستوفى حجّته وظهرت فى ذلك الوقت صناعة الكلواذى وكفايته وصحة عمله فكان ذلك من أكبر أسباب نباهته.
وجرى خلاف كثير بين كتّاب حامد وبين كتّاب علىّ بن عيسى يطول ذكرها، ورضى حامد بوساطة النعمان فيها وكتب بذلك وتوسّط النعمان وقرّر الأمر من سائر أبواب الخلاف على مائة ألف دينار بقسط سنة واحدة.
وكتب ابن بسطام والكلواذى إلى حامد وهو [١٤٨] بالأهواز بصورة ما تقرّرت عليه الحكومة، فدبّر حينئذ حامد فى ذلك تدبير الشيوخ المجرّبين.
فكتب إلى المقتدر كتابا وأنفذ مع غلام له فأوصل نصر الكتاب مختوما إلى المقتدر فوجده قد ذكر فيه أنّه لم يدخل فى هذا الضمان لاستجلاب فائدة لنفسه ولا للربح على السلطان وإنّما أراد أن يبيّن عن خبرته بالأعمال وحفظ الأموال وقبح آثار علىّ بن عيسى فيما تولّاه قديما وحديثا وأنّه كان بذل زيادة أربعمائة ألف دينار فى كلّ سنة، وأنّه لمّا صار بالأهواز لاحت له زيادة مائتي ألف دينار فى سنة سبع على أربعمائة ألف دينار، فوفّر ذلك وكتب كتابه بخطّه حجّة عليه لينضاف ذلك إلى الزيادة الأولى ويثبت فى الدواوين.
فسرّ المقتدر بذلك وأمر بتقوية يد حامد وأن يقتصر بعلىّ بن عيسى على
[١] . لم نتأكّد من صحّة القراءة. ما فى مط مهمل دون أىّ نقط. وقرئ فى مد: اغرار. والنقطة فى الأصل على الراء بفاصلة غير معتادة. والإعزار: الإعانة.