للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما جرى فى أمر علىّ بن عيسى وتسليمه إلى ابن الفرات

لمّا قبض المقتدر على علىّ بن عيسى وجعله فى يد زيدان القهرمانة، راسله بأن يقرّ بأمواله. فكتب رقعة يقول فيها: إنّه لا يقدر على أكثر من ثلاثة آلاف دينار.

واتفق أن ورد الخبر بدخول أبى طاهر سليمان بن الحسن الجنّابى إلى البصرة سحر يوم الإثنين لخمس بقين من شهر ربيع الآخر فى ألف وسبعمائة راجل، وأنّه وصل إليها بسلاليم نصبها بالليل على سورها وصعد إلى أعلى السور، ثمّ نزل إلى البلد وقتل البوّابين الذين على أبواب السور وفتح الأبواب وطرح بين كلّ مصراعين منها حصى ورملا كان معه على الجمال لئلا يمكن إغلاق الباب عليه، وأنّه لم يعرف سبك المفلحى والى البصرة إلّا فى سحر يوم الإثنين ولم يعلم أنّه ابن أبى سعيد الجنّابى، وقدّر أنّهم أعراب. فركب مغترّا ولقيه وجرت بينهم حرب شديدة وقتل سبك ووضع أبو طاهر فى أهل البصرة السيف وأحرق المربد وبعض المسجد الجامع ومسجد قبر طلحة ولم يعرض للقبر.

وهرب الناس إلى الكلّاء [١] ، فكانوا يحاربونهم عدّة أيّام ثمّ أخذهم السيف فطرحوا أنفسهم فى الماء فغرق أكثرهم. وأقام أبو طاهر بالبصرة [١٩١] سبعة عشر يوما ويحمل على جماله كلّ ما يقدر عليه من الأمتعة والنساء والصبيان، ثمّ انصرف إلى بلده فأنفذ إلى ابن الفرات فى الوقت الذي ورد فيه


[١] . فى الأصل: كلّا (دون مدّ) . وما فى مط دون تشديد. كلّاء: محلّة مشهورة وسوق بالبصرة (مراصد الإطلاع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>