للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجند أعطيات متتابعة، ثمّ أظهر البيعة لمحمّد بن الرشيد، فبايع له الناس وسمّاه الأمين، فلمّا تناهى إلى الرشيد خبره وأنّ أهل المشرق بايعوا لمحمّد، كتب إلى الآفاق فبويع له فى جميع الأمصار.

ثمّ دخلت سنة ستّ وسبعين ومائة

[ظهور يحيى بن عبد الله]

وفيها ظهر يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن حسن بن علىّ بن أبى طالب، [١] فنزع إليه الناس من الأمصار، واشتدّت شوكته وقوى أمره، فاغتمّ لذلك الرشيد فندب إليه الفضل بن يحيى فى خمسين ألف رجل ومعه صنادد القوّاد [٥٣٨] وولّاه كور الري، والجبل، وجرجان، وطبرستان، وقومس، ودنباوند، والرويان، وحملت معه الأموال، فشخص الفضل واستخلف منصور بن زياد بباب أمير المؤمنين تجرى كتبه على يده وتنفذ الجوابات عنها إليه.

وكانوا يثقون بمنصور وابنه فى جميع أمورهم لقديم صحبته لهم وحرمته بهم. ثمّ مضى من معسكره ولم تزل كتب الرشيد تتابع إليه بالبرّ واللطف والجوائز والخلع، فكاتب يحيى ورفق به واستماله وناشده وحذّره وأشار عليه وبسط أمله، وكاتب صاحب الديلم وجعل له ألف ألف درهم على أن يسهّل خروج يحيى إلى ما قبله [٢] ، وحملت إليه، فأجاب يحيى إلى الصلح والخروج على يديه على أن يكتب له الرشيد أمانا بخطّه على نسخة يبعث بها إليه، فكتب الفضل بذلك إلى الرشيد، فسره وعظم موقعه، وكتب يحيى أمانا وأشهد عليه الفقهاء والقضاة وجلّة بنى هاشم ومشايخهم منهم: عبد الصمد بن


[١] . انظر الطبري (١٠: ٦١٢) .
[٢] . الظبط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>