علىّ، والعبّاس بن محمّد، وموسى بن عيسى، ومحمّد بن إبراهيم، ومن أشبههم، ووجّه معه جوائز وكرامات [٥٣٩] وهدايا. فوجّه الفضل بذلك إليه، فقدم يحيى بن عبد الله عليه وورد به الفضل بغداذ: فلقيه الرشيد بكلّ ما أحبّ، وأمر له بمال كثير وأجرى له أرزاقا سنيّة، وأنزله منزلا سريّا، بعد أن أقام فى منزل يحيى بن خالد أيّاما، وكان يتولّى أمره بنفسه ولا يكل ذلك إلى غيره.
وبلغ الرشيد الغاية فى إكرام الفضل، ومدحه الشعراء فأكثروا. فمنها ما قاله مروان بن أبى حفصة:
ظفرت فلا شلّت يد برمكيّة ... رتقت بها الفتق الذي بين هاشم
على حين أعيا الراتقين التئامه ... فكفّوا وقالوا ليس بالمتلائم
فأصبحت قد فازت يداك بخطّة ... من المجد باق ذكرها فى المواسم
وما زال قدح الملك يخرج فائزا ... لكم كلّما ضمّت قداح المساهم
وتركت ذكر غيره من المدائح لأنّها كثيرة ولا طائل فيها من جهة الاختيار.
فحكى أحمد بن محمّد بن جعفر بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن، قال: لمّا قدم بيحيى من الديلم أتيته وهو فى دار علىّ بن أبى طالب عليه السلام [١] فقلت له:
- «يا عمّ، ما بعدك [٥٤٠] مخبر، ولا بعدي مخبر، فأعلمنى خبرك.» فقال:- «يا ابن أخى، والله إن كنت إلّا كما قال حيىّ بن أخطب:
لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه ... ولكنّه من يخذل الله يخذل