ذكر غلطة وقعت من ابن محتاج فى استنامته إلى جيش غريب حتّى قتل خلق من أصحابه وانتهب سواده ونجا بنفسه
كان الحسن بن الفيروزان [١] ابن عمّ ماكان وصنيعته وكان قريبا منه فى الشجاعة. إلّا أنّه كان شرسا متهوّرا زعر الأخلاق. فلمّا قتل ما كان التمس منه وشمكير أن يدخل فى طاعته وينحاز إليه فلم يفعل. ثمّ لم يقتصر على التثاقل عنه حتّى أطلق لسانه فيه وقال: هو الذي أسلم ما كان إلى القتل وخذّله ونجا بنفسه. فأفسد ما بينه وبين وشمكير بهذا الضرب من الكلام والوقيعة فيه. فقصده وشمكير وهو يومئذ بسارية. فانصرف عن سارية وصار إلى ابن محتاج داخلا فى طاعته ومستنهضا له على وشمكير. فقبله ابن محتاج وأحسن إليه وساعده على قصد وشمكير.
فلقيه بظاهر سارية واتصلت الحرب بينهما أيّاما إلى أن ورد الخبر [٣٦] على ابن محتاج بوفاة نصر بن أحمد صاحب خراسان. فصالح وشمكير وأخذ ابنا له يقال له: سالار، رهينة وواقفه على أمور تقررت بينهما وانصرف إلى جرجان وجذب الحسن بن الفيرزان معه وهو غير طيب النفس بما فعله وأراد منه أن يتمم الحرب ثمّ يستخلف الحسن ويمتدّ بعد ذلك إلى خراسان.
فلمّا لم يفعل ابن محتاج ذلك انجذب الحسن بن الفيرزان معه على هذا الحقد ودبّر أن يطلب غرّته فى طريقه ويفتك به. فلمّا صارا إلى الحدّ بين أعمال جرجان وخراسان وثب الحسن على ابن محتاج وأوقع بعسكره
[١] . الفيروزان: كذا فى الأصل ومط (على أصله الفارسي) . والمثبت فى مد: الفيرزان.