مصر فسلخ وصلب بها وأقام ابن حمدان بصور واليا عليها.
وسار جيش لقصد المفرّج بن دغفل بن الجرّاح، فهرب من بين يديه واتبعه حتى كاد يدركه. فضاقت الأرض على ابن الجرّاح وعاذ بالصفح وأنفذ إليه عجائز نسائه يطلب الأمان. فكفّ جيش عنه وأمّنه واستحلفه على ما قرّره معه وعاد سائرا إلى عسكر الروم النازل على حصن أفامية.
فلمّا وصل إلى دمشق تلقّاه أهلها فى أشرافها ووجوه أحداثها مذعنين له بالانقياد راغبين إليه فى استصحابهم للجهاد فجزاهم خيرا.
ذكر مكيدة بدأ جيش بها فى هذه النوبة مع أحداث دمشق إلى أن أمكنته [٣٢٦] الفرصة منهم فى الكرّة الثانية
أقبل على رؤساء الأحداث وبذل لهم الجميل ونادى فى البلد برفع المؤن وإباحة دم كل مغربىّ يتعرض لفساد. فاجتمعت الرعيّة وشكروه وسألوه دخول البلد والنزول بينهم، فلم يفعل وأقام ثلاثة أيام وسار بعد أن خلع على رؤساء الأحداث ووصلهم، ونزل بحمص واجتمعت عساكر الشام وتوجّه إلى حصن أفامية. فوجد أهلها وقد اشتدّ بهم الحصار فنزل بإزاء عسكر الروم وبينه وبينهم النهر المعروف بالمقلوب، ويعرف بالعاصى.
[التقاء المسلمين والروم عند نهر العاصي]
ثم التقى الفريقان من بعد وتنازعا الحرب وكان المسلمون يومئذ فى عشرة آلاف من الطوائف وألف فارس من بنى كلاب. فحملت الروم على المسلمين فزحزحوهم عن مصافّهم وانهزمت الميمنة والميسرة واستولى الروم على كراعهم وعطفت بنو كلاب على أكثر ذلك فنهبوه، وثبت بشارة