للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه. فبادر قتاله فاقتتلوا قتالا شديدا وصبر أصحاب طاهر فجعل عبد الرحمان يقول:

- «يا معشر الأبناء يا أبناء الموت وألفاف السيوف، إنّهم العجم وليسوا بأصحاب مطاولة ولا صبر، فاصبروا لهم فداكم أبى وأمّى.» وقاتل ببدنه قتالا شديدا وحمل حملات منكرات، فلا يزول أحد من أصحاب طاهر. ثمّ إنّ صاحبا لطاهر حمل على أصحاب عبد الرحمان فقتل صاحب علمه وزحمهم أصحاب طاهر زحمة شديدة، فولّوا، ووضعوا فيهم السيوف حتّى دخلوا همدان يقتلونهم ويأسرونهم. وأقام طاهر على باب المدينة محاصرا. فكان يخرج عبد الرحمن ويقاتل على أبواب المدينة ويرمى أصحابه من فوق السور، حتّى اشتدّ بهم الحصار [٧٢] وتأذّى بهم أهل المدينة وتبرّموا [١] بالحرب والقتال، وقطع طاهر عنهم المادّة من كلّ وجه.

فهلك أصحاب عبد الرحمن وتخوّفوا أن يثب بهم أهل همذان فأرسل عبد الرحمن إلى طاهر وسأله الأمان ولمن معه فآمنه [٢] طاهر ووفى له.

واعتزل عبد الرحمن فى من كان معه من أصحابه وأصحاب يحيى، وطرد طاهر عمّال محمد عن قزوين وسائر كور الجبال.

[وفى هذه السنة قتل عبد الرحمن بن جبلة الأبناوى بأسدآباذ. ذكر السبب فى مقتله]

لمّا وجّه محمد عبد الرحمن الأبناوى إلى همذان أتبعه بعبد الله وأحمد ابني الحرشي فى خيل عظيمة وأمرهما أن ينزلا قصر اللصوص وأن يسمعا ويطيعا لعبد الرحمن ويكونا مددا له إن احتاج إليهما. فلمّا خرج عبد


[١] . كذا فى الأصل وآ: وتبرّموا. ما فى مط: ويؤمنوا. وهو خطأ.
[٢] . كذا فى الأصل وآ. فى مط: فوافى منه. بدل «فآمنه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>