للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومات فى الطريق. فخرج شفيع المقتدري برسالة المقتدر إلى الجيش الذي كان مع نصر بأنّه قد جعل الرئيس عليهم مكان نصر هارون ابن غريب فدخل هارون بن غريب مع الجيش بغداد.

ذكر الحال التي أدّت إلى صرف علىّ بن عيسى وتقليد أبى علىّ ابن مقلة

لمّا رأى علىّ بن عيسى اختلال النواحي فى أيّام وزارة الخاقاني والخصيبى ونقصان الارتفاع وزيادة النفقات وما لحق من زيادة الرجّالة بعد انصرافهم من الأنبار من حرب القرمطى وأنّ زيادتهم بلغت مائتي وأربعين ألف دينار فى السنة مضافة إلى النفقات المفرطة هاله ذلك واستعظمه ووجد رجال السلطان قد ضعفوا عن القرمطى وتبيّن انحراف نصر الحاجب عنه، وذلك لميل مونس إليه، استعفى [٣٠٥] المقتدر من الوزارة فأمره بالصبر وقال له:

- «أنت عندي بمنزلة المعتضد بالله ولى عليك حقوق.» فواصل الاستعفاء فشاور المقتدر مونسا المظفّر وأعلمه أنّه قد سمّى له ثلاثة: الفضل بن جعفر ابن حنزابة فلم يشر به لأجل من قتل [١] من آل الفرات، وأبو علىّ ابن مقلة فلم يشر به لحداثته وقال:

- «لا يصلح للوزارة إلّا شيخ له ذكر وفيه فضل.» ، ومحمّد بن خلف النيرمانى فلم يشر به، وعرّفه أنّه جاهل لا يحسن [٢] أن يتهجّى اسمه وأنّه متهوّر، وأشار بمداراة علىّ بن عيسى.


[١] . قتل: الشكل من الأصل.
[٢] . فى مط: لا يحس أن ينهى اسمه، بدل «لا يحسن أن يتهجّى اسمه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>