للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجوه يضجّون بما جرى على خطلخ من أبى سعد ويتهددون إن لم يقتل أبو سعد. ففعل القائد ذلك ودخل والأمير على شرب فأمر بقتل أبى سعد ثمّ وقعت الندامة عند الصحو وبعد فوت الأمر واستكتب الأمير بعده أبا العبّاس الحنّاط وبقي معه إلى أن مات الأمير علىّ بن بويه.

[عود إلى ذكر الأحوال الجارية بمدينة السلام]

ونعود إلى ذكر الأحوال الجارية بمدينة السلام. لمّا حصل محمّد بن ياقوت بالحضرة وحصلت له الحجبة ورئاسة الجيش أدخل يده فى تدبير أعمال الخراج والضياع ونظر فيما ينظر فيه الوزراء وطالب أصحاب الدواوين بحضور مجلسه وألّا يقبلوا توقيعا بولاية [٤٧٤] ولا صرف ولا غير ذلك من سائر الأحوال إلّا بعد أن يوقّع فيه بخطّه. وتجلّد أبو علىّ واحتمل ذلك وألزم نفسه المصير إليه فإذا صار إليه دفعتين صار هو إليه دفعة واحدة فكان أبو على كالمتعطّل لا يعمل شيئا ملازما لمنزله ويجيئه أبو إسحاق القراريطى كاتب محمّد ابن ياقوت فيطالعه بما يجرى وما يعمل.

[وفى هذه السنة قتل هارون بن غريب الخال. ذكر السبب فى قتله]

كان سبب ذلك أنّه لمّا بلغ هارون بن غريب تقليد الراضي بالخلافة وكان مقيما بالدينور- وهي قصبة أعمال ماه الكوفة- وهو متقلّد أعمال المعاون بها وبما سبذان [١] ومهرجانقذق وحلوان وتدبّر أعمال الخراج والضياع بها- وهي النواحي التي كانت بقيت فى يد السلطان من نواحي المشرق بعد


[١] . فى مط: ماسندان، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>