ونصير الوصيف وسائر الموالي- إلّا أنّ هؤلاء كانوا الرؤساء- غضبا منهم على المأمون حين أراد الخروج، وإخراج ولد العباس من الخلافة، ولتركه لباس آباءه.
ولمّا فرغ من ذلك وعد الجند أن يعطيهم أرزاقهم لستّة أشهر فدافعهم بها.
فلمّا رأوا ذلك شغبوا عليه، فأعطى كلّ رجل منهم مائتي درهم وكتب لبعضهم إلى السواد بقيمة ما لهم حنطة وشعيرا، فخرجوا فى قبضها، فلم يمرّوا بشيء إلّا انتهبوه، وأخذوا النصيبين جميعا.
وخرج على إبراهيم بن المهدى، مهدى بن علوان الحرورىّ فحكّم وظهر ببزرج [١] سابور، وغلب على الراذانين ونهر بوق. فوجّه إبراهيم إليه أبا إسحاق ابن الرشيد فى جماعة من القوّاد كثيرين، وكان مع أبى إسحاق غلمان له أتراك، فلقوا [١٥٥] الشراة، فطعن رجل من الأعراب أبا إسحاق فحامى عنه غلام تركىّ، وقال له:
- «يا مولاي، مرا بشناس.» فسمّاه يومئذ: أشناس.
[إنفاذ العباس بن موسى بن جعفر إلى الكوفة]
وأنفذ الحسن بن سهل العباس بن موسى بن جعفر، وهو أخو علىّ بن موسى الرضا، إلى الكوفة وأمره بلباس الخضرة، وأن يدعو أوّلا للمأمون ومن بعده لأخيه علىّ بن موسى، وأعانه بمائة ألف درهم وقال له:
- «قاتل عن أخيك، فإنّ أهل الكوفة يجيبونك وأنا معك.» وكانت الكتب نفذت من جهة إبراهيم بن المهدى إلى الكوفة بتقلّده الأمر
[١] . فى تد (٤٣٨) : برزخ، وهو تصحيف. برزج سابور من طساسيج بغداد (مراصد الإطلاع) .