كتاب تجارب الأمم وتعاقب الهمم

ودخلت سنة سبع وثمانين ومائة - انتقاض الصلح بين المسلمين والروم - ج: 3 - ص: 549

- «أهذا منزلك؟» قال: «هو لك يا أمير المؤمنين ولى بك.» قال: «كيف هو؟» قال: «دون بناء أهلى، وفوق منازل منبج.» قال: «كيف ليلها.» قال: «سحر كلّه.»

[انتقاض الصلح بين المسلمين والروم]

وفى هذه السنة انتقض الصلح بين المسلمين وبين الروم [٥٨٣] لأنّ ملك الروم الذي كان صالح المسلمين على الجزية وحمل مال للصلح قتل وملك الروم نقفور.

وكان نقفور هذا من أولاد جفنة من غسّان، فلمّا ملك واستوسقت له الأمور، كتب إلى الرشيد:

- «من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب [١] أمّا بعد، فإنّ الملك الذي كان قبلي كان يحمل إليك من أمواله ما كنت حقيقا بحمل أمثاله إليه، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أمواله وافتد نفسك بما تقع به المصادرة لك وإلّا فالسيف بيننا وبينك.» فلمّا قرأ الرشيد الكتاب، استفزّه الغضب حتّى لم يمكن أحدا [٢] أن ينظر إليه دون أن يخاطبه، وتفرّق جلساؤه خوفا من زيادة قول يكون منهم، واستعجم

---

[١] . العرب: فى الأصل: المغرب. وهو خطأ وما أثبتناه من آوالطبري (١١: ٦٩٥) .
[٢] . فى الأصل: أحد. فى آوالطبري (١١: ٦٩٥) : أحدا.