وقبض الوزير أبو جعفر على أبى جعفر محمّد بن شيرزاد واحتجّ عليه بأنّه قد تقلّد أعمالا جليلة وابتاع من المبيع ضياعا كثيرة وأنّ ارتفاعه قد بلغ ألف ألف درهم فى السنة، فتوسّط بينه وبينه إسحاق بن إسماعيل وأخذ خطّه بعشرين ألف دينار وأطلق إلى منزله من يومه.
ذكر السبب فى تقليد أبى العبّاس الخصيبى الوزارة
كان بنو البريدي بعد استتار ابن مقلة والجماعة استتروا فقلّد الوزير مكانهم على أعمالهم أبا جعفر محمّد بن القاسم الكرخي فتوسّط إسحاق بن إسماعيل أمرهم فأخذ لهم [٤٢٦] أمانا من الوزير حتّى ظهروا. ثمّ أشار إسحاق على الوزير أبى جعفر بأن يخاطب القاهر فى أمر بنى البريدي ويعرّفه أنّ الوجه ردّهم إلى ضمانهم بالبصرة والأهواز، فقبل الوزير مشورته وخاطب الخليفة وعرّفه أنّه ذامّ لمحمّد بن القاسم الكرخي لتقصيره فى أمر استخراج الأموال وحملها وأنّ البريديّين أقوم بذلك، وأطمعه فى أن يزداد عليهم فى مقدار مال الضمان فوعده القاهر وقال:
- «حتّى أنظر فى ذلك.» واستدعى القاهر عيسى المتطبّب وأعاد عليه ما جرى، وكان عيسى كارها للوزير محمّد بن القاسم لأنّه لم يكن له مدخل فى تقليده الوزارة لغيبته بالموصل فطعن على هذا الرأى وعلى الوزير أبى جعفر وأشار بتقليد الخصيبى الوزارة. فأمر القاهر بلقاء الخصيبى ومسألته عمّا عنده فى أمر البريديين وغيرهم، فصار إليه وتقرر الأمر معه وضمن استخراج أموال جليلة.
وكتب إلى القاهر على يد عيسى أنّه متى ظهر أنّه تقلّد الوزارة استتر من عنده الأموال التي وعد باستخراجها وأنّ الوجه أن يتقدّم إلى الوزير بالقبض