- «ما لكم، ما حالكم؟» فأخبروهم بخلافهم مروان وآل مروان والتبرّؤ منهم. فراسلهم عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك، وهو يومئذ على مكّة والمدينة، فى الهدنة. فقالوا:
- «نحن [٢٨٧] أضنّ بحجّنا.» وصالحهم على أنّهم جميعا آمنون بعضهم من بعض حتّى ينفر الناس النفر الآخر ويصبحوا من الغد.
فوقفوا على حدة بعرفة، ودفع بالناس عبد الواحد. فلمّا كانوا بمنى ندّموا عبد الواحد وقالوا له:
- «أخطأت لو حملت الحاجّ عليهم ما كانوا إلّا أكلة رأس.» ولمّا كان فى النفر الأوّل نفر عبد الواحد وخلّى مكّة لأبى حمزة فدخلها بغير قتال وهجا الشعراء عبد الواحد ومضى إلى المدينة فضرب على الناس البعث وزادهم فى العطاء عشرة عشرة. [١]
ثمّ دخلت سنة ثلاثين ومائة
[وفيها دخل أبو مسلم حائط مرو ونزل دار الإمارة ذكر السبب فى ذلك]
كان السبب فى ذلك مصير علىّ بن جديع الكرماني إليه وسبب مصير علىّ معه أنّ سليمان بن كثير كان يقول لعلىّ بن الكرماني:
- «يقول لك أبو مسلم، أما تأنف من مصالحة نصر بن سيّار وقد قتل أباك بالأمس وصلبه، وما كانت أحسبك تصلّى مع نصر فى مسجد واحد؟»[٢٨٨] فأدرك عليّا الحفيظة، فرجع عن رأيه، وانتقض صلح العرب.