علىّ.» وأطال هذا المعنى وسألنى معاودة عضد الدولة ومخاطبته فى الأمان الذي معه فحملت نفسي على معاودته فلم يرجع عن رأيه الأول وقال:
- «إنّما آمنته على نفسه منى وألّا أصيبه بمكروه وأنا له على ذلك ولست أضمن ألّا يصيبه صاحبه بمكروه.» وتبرّأ مما يجرى عليه من صاحبه وتقدم [٤٩٩] بالإسراع به. فلمّا بلغ أبا تغلب خبره من موضع يقرب منه تلقّاه بمن قتله. والله أعلم بصحة ذلك إلّا أنّ موته شاع بعد زمان قليل.
ذكر ما دبّره عضد الدولة من أمر هذه الممالك وعوده إلى بغداد
خلف أبا الوفاء بالموصل لتهذيب المعاملات وترتيب العمال فى الأعمال وتقنين القوانين وتدوين الدواوين وعاد إلى مدينة السلام يوم السبت انسلاخ ذى القعدة سنة ثمان وستّين وثلاثمائة.
وخرج الطائع لله فى تلقّيه مع جماعة الجيش والمقيمين وسائر الخواصّ والعوامّ ودخل يوم الأحد لليلة خلت من ذى الحجة واجتاز فى الجانب الغربي على تعبئة من الجيش وبعد أن ضربت له القباب متصلة منتظمة بين عسكره من باب حرب وبين الموضع الذي ينزله من آخر البلد وهو البستان المعروف بالنجمى وعبر فى يوم الاثنين له إلى داره فاستقرّ فيها.
[ما أكرم به عضد الدولة من جهة الطائع لله]
خرج أمر الطائع لله إلى خلفائه على الصلاة فى جوامع مدينة السلام بأن