للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسير الى العراق. فلمّا ساروا، وجدوا الإرمانيّين- وهم القوم الذين بأرض بابل وما يليها إلى ناحية الموصل- يقاتلون الأردوانيّين، وهم: ملوك الطوائف، وهم فيما بين نفّر [١]- قرية من سواد العراق- إلى الأبلّة [٢] وأطراف البادية. فلم تدن لهم، فدفعوهم عن بلادهم. وإنما قيل: «الإرمانيّين» لأنّه كان يقال لعاد: «إرم» ، فلمّا هلكت، قيل لثمود: «إرم» ، ثمّ سمّوا: «الإرمانيّين» وهم بقايا «إرم» ، وهم نبط السواد. ويقال لدمشق: «إرم» .

ثمّ طلع قوم من تيم الله، وغطفان في من تنخ معهم من الحلفاء والعشائر على الأنبار، على ملك الإرمانيّين. وطلع قوم من كندة وبنى فهم مع من حالفهم. وتنخ بعضهم على نفّر على [٨٣] ملك الأردوانيّين، فأنزلوا الحير، فلم تزل طالعة الأنبار وطالعة نفّر على ذلك، لا يدينون للأعاجم، ولا تدين لهم الأعاجم، حتّى قدمها تبّع- وهو أسعد بن مليكيكرب- في جيوشه، فخلّف بها من لم تكن به قوّة ومن لم يقو على الغزو معه، ولا الرجوع إلى بلاده. فانضمّوا إلى أهل الحيرة، وخرج تبّع في حمير سائرا، ثمّ رجع إليهم، فأقرّهم على حالهم، وانصرف إلى اليمن وفيهم من كلّ القبائل من بنى لحيان- وهم بقايا جرهم- وطيّء، وكلب، وتميم، وغيرهم، واتّصلت جماعتهم وقووا، وكانوا بين الأنبار والحيرة إلى طفّ [٣] الفرات في المظالّ والأبنية، وكانوا يسمّون [٤] : «عرب الضاحية» .

من عاصر الأشغانيّين من ملوك العرب

فكان أوّل من ملك منهم:

مالك بن فهم، وملوك الفرس طوائف، وقد دخل الوهن عليهم، وطمع فيهم.


[١] . نفّر: بلدة على نهر النرس من بلاد الفرس. قال الخطيب، فإن عنى أنّه من بلاد الفرس قديما جاز، فأمّا الآن فهو من نواحي بابل (مع) .
[٢] . الأبلّة: بلدة على شاطئ دجلة البصرة (مع) .
[٣] . مط: أطراف.
[٤] . يسمون: سقطت من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>