الشجعان وأهل النجدة والبأس وقدّمه. ثمّ سار بنفسه مع نصير [٥٣٥] ورشيق وزيرك واستقبلهم أصحاب الخبيث فى أكثر من معدّاتهم وآلاتهم وخرج ابن الخبيث انكلانى [١] ومعه علىّ بن أبان وسليمان بن جامع مع السفن التي فيها المجانيق والعرّادات والقسّى الناوكية.
فلمّا التقى الجمعان أمر الموفّق أصحابه بالحملة والدنو من الركن الذي فيه الجمع الأكثر وبينه وبينهم نهر يعرف بنهر الأتراك وهو نهر عريض غزير الماء. فلمّا انتهوا إليه أحجموا، فصيح بهم وحرّضوا على العبور فعبروا سباحة والزنج يرمونهم بما استطاعوا من المجانيق والعرّادات والمقاليع والسهام وحجارة الأيدى فصبروا على جميع ذلك حتّى عبروا النهر وانتهوا إلى السور، ولم يكن لحقهم من الفعلة ما كان أعدّ لهدمه. فتولّى الغلمان تشعيث السور بما كان معهم من السلاح وتسنّموه وحصرهم بعض السلاليم بعد أن قتل فيهم مقتلة عظيمة ونصب هناك علم وأسلم الزنج سورهم وأحرق ما كان عليه من منجنيق وعرّادة وآلة حرب واستلحقوا الفعلة حتّى وسّعوا المدخل فى عدّة مواضع وملكوا السور [٥٣٦] الأوّل بعد مدافعات هلك فيها من الفريقين خلق ولا يعدم كلّ يوم مستأمنة يحسن إليهم فيتنصّحون ويأتون بالأخبار والتدابير التي يدبّرها الخبيث فينتقض عليه أمره.
[ودخلت سنة ثمان وستين ومائتين]
استئمان جعفر السجّان وهروب ريحان إلى أبى أحمد
وفيها استأمن جعفر السجّان وهرب ريحان بن صالح المغربىّ من عسكر الخبيث إلى أبى أحمد. فأمر لهما بجوائز وصلات وأقيمت لهما الأنزال وحملا