للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى الأمور المنكرة وضروب الشر والسعايات وأعداؤه كثيرون.

وكان ابن بقية اصطنع رجلا يقال له: الحسن بن بشر الراعي، وكان فى الأصل نصرانيا من رأس عين، فصحب بنى حمدان بالموصل فدخل فى الإسلام لشيء ظهر منه وخاف فأسلم ثم خاف خوفا ثانيا فهرب إلى بغداد واتصل بمحمد بن بقية وحظى عنده فقرب [٤٥٣] منه ورفعه من حال إلى حال حتى قلّده واسطا. ثم استدعاه إلى بغداد فقلّده خلافته، وتولدت بينه وبين أبى نصر السرّاج منافسة ومضاغنة. فلمّا وقع اليأس من محمد بن بقية استتر ابن الراعي وبادر أبو نصر ابن السراج إلى بختيار فضمن له من جهة أسباب ابن بقية أموالا عظيمة وكتب أسماء أقاربه وأصحابه وكتّابه وسائر أسبابه، فركب بختيار إلى ابن بقية حتى شاهده فى علّته.

[ذكر اتفاق طريف [١] فى سلامة ابن بقية من علته [٢] ثم من قبض بختيار عليه]

إنّ بختيار أدركته رقّة شديدة له مع اجتهاده كان فى هلاكه وتبرمه به لاستبداده بالأموال والعساكر. فأشار عليه ابن السرّاج بالقبض على الجماعة قبل أن يستتروا فتوقف عن ذلك وألحّ عليه إلحاحا شديدا فلم ينفعه ذلك وأحسّ عيال ابن بقية وأسبابه بما فعله ابن السرّاج فحذروا منه. ثم تماسك محمد بن بقية فى اليوم الرابع من علته بعد أن تردد إليه بختيار دفعتين فى كل يوم فى مدة الحذر عليه وسكنت أطرافه ورجى رجاء [٣] ضعيفا وتزايد ذلك الرجاء إلى أن أفاق وهو ساكت ومضت أيام يسيرة فنهض وتراجع إلى


[١] . فى مط ومد: ظريف.
[٢] . فى مط: أمن عليه. بدل «من علّته» .
[٣] . فى مط: رجاء عظيما ضعيفا!

<<  <  ج: ص:  >  >>