للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوعور، وذلّلت لك الأمور، وجمعت على طاعتك القلوب فى الصدور. فكم من ليل تمام فيك كابدته [٥] ، ومقام ضيّق لك قمته، كنت فيه كما [٥٨٠] قال أخو بنى جعفر بن كلاب:

ومقام ضيّق فرّجته ... بلساني وبيانى وجدل

لو يقوم الفيل أو فيّاله ... زلّ عن مثل مقامي وزحل [٦]

[ما ذكره زيد بن على بن الحسين العلوي فى الرشيد وحبسه ابن صالح]

وذكر زيد بن علىّ بن الحسين العلوىّ قال: لمّا حبس الرشيد عبد الملك بن صالح، دخل عليه عبد الله بن مالك وهو يومئذ على شرطه قال:

- «أفى أذن أنا فأتكلّم؟» قال: «تكلّم.» قال: «لا والله العظيم الرحمن الرحيم يا أمير المؤمنين، ما علمت عبد الملك إلّا ناصحا فعلام حبسته؟» قال: «ويحك، أوحشنى حتّى لم آمنه أن يضرّب بين ابنىّ هذين- يعنى الأمين والمأمون، فإن كنت ترى أن نطلقه من الحبس، أطلقناه.» قال: «أمّا إذا حبسته يا أمير المؤمنين فإنّى لست أرى فى قرب المدّة أن تطلقه. ولكن تحبسه محبسا كريما يشبه محبس مثلك.»


[٥] . فى مط: كامدته.
[٦] . فى مط: رحل (بالراء المهملة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>