اسم الكتاب هو: تجارب الأمم، كما سمّاه مسكويه نفسه في مقدمته حيث قال:«..
فجمعت هذا الكتاب وسمّيته: تجارب الأمم.» وقد ذكره بضبط أمين كلّ من ياقوت ٥: ١٠، وابن الأثير ٧: ١١٨، ٨: ٨٦، وكذلك القفطي: ٣٣١، والبيهقي: ١٨- ١٩، وابن خلكان ٢:
١٩، وابن خلدون ٣: ٧٧٢، والخوانساري ١: ٢٥٥، وغيرهم. ولكنه ورد بزيادة «عواقب الهمم» عند كل من أبى سليمان في الصوان: ٣٤٧، والروذراورى في الذيل: ٥، والسخاوي نقلا عن عمر بن الفهد الهاشمي المكي في إتحاف الورى (روزنتال: ٤٤١) . والزيادة عند العاملي ١٠: ١٤٦ هي «تعاقب الهمم» وهي ضبطت عند كيتانى (Caetani) في مقدمته LTaaqib بكسر القاف وهو خطأ. والزيادة هذه إنما نشأت عن أسلوب السجع في عنونة المصنفات، الأسلوب الذي طالما ساد أو ساط الكتّاب والنسّاخ طيلة القرون ممّن لم يرضوا بما سمّاه المصنفون تصانيفهم، فشفعوا أسماءها بما شاء لهم السجع والصنعة المتكلّفة، بالرغم من تصريح المؤلّفين في ضبط أسماء آثارهم. ولذلك نرى الشطر الثاني:«عواقب الهمم أو: تعاقب الهمم» موضوعا مختلقا، لأنّ مسكويه وهو صاحب الكتاب، أثبت اسم كتابه في مقدمته بقوله:«تجارب الأمم» لا أكثر ولا أقلّ، حيث قال:«فجمعت هذا الكتاب وسمّيته تجارب الأمم» . والغريب في الأمر أنّ الناسخ الذي انتسخ هذه المقدّمة وتصريح المصنّف باسم كتابه، نراه في عبارات الختام والفراغ، وقد أضاف على الاسم شطرا ثانيا تارة، وقدّم الشطر الثاني على الشطر الأوّل تارة أخرى. أى كتب مرّة:«تجارب الأمم وعواقب الهمم» ، ومرّة:«عواقب الهمم وتجارب الأمم» !
[تجزئة تجارب الأمم]
إنّ التجزئة الكاملة الوحيدة التي وصلت إلينا من تجارب الأمم هي تجزئة مخطوطة أيا صوفيا وهي ستّة أجزاء. أمّا مخطوطة ملك (مط) فهي في مجلّد واحد كبير، وليس فيه تجزئة، اللهم إلّا إشارة بسيطة في الهامش تدل على أنّ المخطوطة انتسخت عن نسخة كانت