للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبرز له فضربه التميمي على حبل عاتقه فلم يصنع شيئا وضربه محمّد بن المثنّى بعمود فشدخ رأسه. والتحم القتال فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم أصحاب نصر وقد قتل منهم سبعمائة رجل، وقد قتل [٢٨١] من أصحاب الكرمانىّ ثلاثمائة رجل. فلم يزل الشرّ بينهم حتّى خرجوا جميعا إلى الخندقين فاقتتلوا قتالا شديدا.

حيلة لأبى مسلم تمّت له

فلمّا علم أبو مسلم أنّ كلا الفريقين قد أثخن صاحبه وأنّه لا مدد لهم جعل يكتب الكتاب إلى شيبان، ثمّ يقول للرسول:

- «انطلق، فاجعل طريقك على المضريّة، فانّهم سيعرضون لك ويأخذون كتبك.» فكانوا يأخذونها فيجدون فيها: إنّى رأيت أهل اليمن لا وفاء لهم ولا خير فيهم فلا تثقنّ بهم ولا تطمئنّ إليهم فإنّى أرجوا أن يريك الله فى اليمانية ما تحبّ، ولئن بقيت لا أدع لهم شعرا ولا ظفرا.» ويرسل رسولا آخر فى طريق آخر فيه ذكر المضريّة بمثل ذلك حتّى صار هوى الفريقين جميعا معه. وجعل يكتب إلى نصر بن سيّار وإلى الكرماني:

- «إنّ الإمام قد وصّانى بكم، ولست أعدوا رأيه فيكم.» وكتب إلى الكور بإظهار الأمر، فكان أوّل من سوّد أسيد [١] بن عبد الله الخزاعي بنسّا ونادى:

- «يا محمد، يا منصور.» وسوّد معه مقاتل بن الحكم وغيره، وسوّد أهل أبيورد وأهل مرو الرود.


[١] . أسيد: الضبط من الطبري (٩: ١٩٧٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>