للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقبل أبو مسلم حتّى نزل بين خندق نصر بن سيّار وخندق جديع الكرماني وهابه الفريقان وكثر [٢٨٢] أصحابه. وكتب نصر بن سيّار إلى مروان يعلمه حال أبى مسلم، وكثرة من معه، وإظهاره أمره، وأنّه يدعو إلى إبراهيم بن محمّد.

وكتب بأبيات شعر:

أرى خلل [١] الرماد وميض جمر ... ويوشك أن يكون له ضرام

فإنّ النار بالعودين تذكى ... وإنّ الحرب أوّلها [٢] الكلام

فقلت من التعجّب ليت شعري ... أأيقاظ أميّة أم نيام

فإن يك قومنا أمسوا رقودا ... فقل هبّوا، فقد حان القيام

وكتب إليه مروان:

- «الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فأحسم الثؤلول قبلك.» فقال نصر:

- «أمّا صاحبكم فقد أعلمكم أن لا نصر عنده.» فكتب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة يستمدّه وكتب إليه:

أبلغ يزيد وخير القول أصدقه ... وقد تبيّنت أن لا خير فى الكذب

إنّ خراسان أرض قد أصبت بها ... بيضا لو أفرخ قد حدّثت بالعجب

فراخ عامين إلّا أنّها كثرت ... لمّا يطرن وقد سربلن بالزّغب


[١] . فى الطبري (٩: ١٩٧٣) : بين الرماد: بدل: خلل: بين.
[٢] . فى الطبري: مبدأها.

<<  <  ج: ص:  >  >>