للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال هارون:

- «السمع والطاعة للأمير.» فوقف حتّى جاز جعفر، فكان هذا سبب قتل أبى عصمة.

ويقال: إنّه لمّا توفّى موسى، هجم خزيمة بن خازم فى تلك الليلة فأخذ جعفرا من قرابته، وكان خزيمة [٥٣٤] فى خمسة آلاف من مواليه معهم السلاح.

فقال: «والله لأضربنّ عنقك أو تخلعها.» وذاك أنّ موسى قد كان أمر جماعة فبايعوه، فلمّا كان الصبح ركب الناس إلى باب جعفر، فأتى به خزيمة فأقامه على باب الدار فى العلو والأبواب مغلّقة فأقبل جعفر ينادى:

- «يا معشر الناس، من كانت لى فى عنقه بيعة فقد أحللته منها والخلافة لعمّى هارون ولا حقّ لى فيها.» فكانت سبب مشى عبد الله بن مالك الخزاعي إلى مكّة على اللبود، وحظى خزيمة بذلك عند الرشيد [١] .

هارون يقلّد خالدا الوزارة

وقلّد هارون يحيى بن خالد الوزارة وقال له:

- «قد قلّدتك أمر الرعيّة وأخرجته من عنقي إليك، فاحكم فى ذلك بما ترى من الصواب واستعمل من رأيت، واعزل من رأيت وأمض الأمور على ما ترى.» ودفع إليه خاتمه، وكانت خيزران هي الناظرة فى الأمور، وكان يحيى


[١] . انظر الطبري (١٠: ٦٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>