وفيها قوطع صاحب طاهر بن محمّد بن عمرو بن الليث على أموال فارس، ثمّ عقد المكتفي لطاهر على أعمال فارس وخلع على صاحبه وحمل إليه الخلع مع العقد.
وفيها ورد الخبر وكتاب قرأ فى جوامع بغداد بأنّ يحيى بن زكرويه قتله المصريّون على باب دمشق بعد أن اتصلت الحروب بينه وبين جند دمشق ومددهم من أهل مصر وكسر لهم جيوشا وقتل منهم خلقا.
وكان يحيى هذا يدّعى النبوّة والكهانة.
[خبر الحسين أخى يحيى بن زكرويه]
[١] فلمّا قتل يحيى انحاز أصحابه إلى أخيه الحسين بن زكرويه فطلبوا أخاه في القتلى فلم يجدوه. وكان أخوه قد سبق إليه ودعا الحسين [٣٤] إلى مثل ما دعا إليه أخوه، فأجابه أكثر أهل البوادي وغيرهم من سائر الناس واشتدّت شوكته.
وظهر وصار إلى دمشق، فصالحه أهلها على خراج دفعوه إليه، فانصرف عنهم وسار إلى أطراف حمص فتغلّب عليها وخطب له على منابرها، ثمّ سار إلى حمص فأطاعه أهلها وفتحوا له بابها خوفا على أنفسهم فدخلها. ثمّ سار إلى حماة ومعرّة النعمان وغيرهما فقتل أهلها وقتل النساء والأطفال. ثمّ سار إلى بعلبك فقتل عامّة أهلها حتّى لم يبق منهم إلّا اليسير. ثمّ سار إلى سلمية فحارب أهلها ومنعوه الدخول. ثمّ أعطاهم الأمان ففتحوا له بابها. فدخلها وبدأ بمن فيها من الهاشميين فقتلهم أجمعين، وقتل بعدهم الرجال أجمعين، ثمّ قتل البهائم، وقتل صبيان الكتاتيب، ثمّ خرج منها وليس بها عين