- «ما أمرت به في خالد؟» قال: «أمرت أن أنزع عمامته وأقاسمه ماله.» ففعل، وقاسمه ماله حتى بقيت نعلاه. فقال أبو عبيدة:
- «إنّ هذا لا يصلح إلّا بهذا.» فقال خالد: «أجل، وما أنا بالذي أعصى أمير المؤمنين، فاصنع ما بدا لك.» فأخذ نعلا وأحذاه نعلا.
ثم قدم خالد المدينة على عمر. فكان كلّما مرّ بخالد، قال:
- «يا خالد أخرج مال المسلمين من تحت استك.» فيقول: «والله ما عندي مال لهم.» فلمّا أكثر عليه عمر قال له خالد:
- «يا أمير المؤمنين، قيمة ما أصبت في سلطانكم أربعون ألف درهم.» قال عمر: «قد أخذت ذلك منك.» قال: «هو لك» .
قال:«وأخذته.» ولم يكن لخالد مال إلّا عدّة ورقيق. فحسب ذلك، فبلغت ثمانين ألف درهم، فناصفه عمر على ذلك وأعطاه أربعين ألف درهم وأخذ ماله.
فقيل:«يا أمير المؤمنين، لو رددت على خالد ماله.» فقال: «إنّما أنا تاجر للمسلمين، والله لا أردّه عليه أبدا.» فكان عمر يرى أنّه [٣٢٥] قد اشتفى من خالد حين صنع به ذلك.
[من حديث خالد وفتح دمشق]
وكان خالد قبل أن ينقضي حرب الروم، على مقدمة خيل أبى عبيدة، وهو